من الأدوية البيولوجية إلى تحرير الجينات: ثورة حقيقية في إدارة الكوليسترول
في ظل التقدّم المتسارع في علوم الطب الحيوي والهندسة الوراثية، يشهد عام 2025 نقلة نوعية في طرق علاج ارتفاع الكوليسترول، الذي يعد من أبرز عوامل الخطر لأمراض القلب والسكتات الدماغية.
لم تعد الخيارات تقتصر على أدوية الستاتينات التقليدية، بل ظهرت تقنيات وعلاجات بيولوجية وجينية أحدثت تحولا جذريا في فعالية العلاج وتقليل الآثار الجانبية.
في هذا المقال نستعرض أبرز العلاجات المعتمدة والواعدة استنادا إلى آخر الأبحاث العالمية.
ما هو الكوليسترول؟
الكوليسترول هو مادة دهنية شمعية ينتجها الكبد، ويستخدمها الجسم في بناء الخلايا، إنتاج بعض الهرمونات، فيتامين D وأحماض المعدة. يوجد نوعان رئيسيان:
-
الكوليسترول الضار (LDL): تراكمه يسبب تصلب الشرايين.
-
الكوليسترول الجيد (HDL): يساعد على إزالة الكوليسترول الضار من الدم.
أسباب ارتفاع الكوليسترول
-
النظام الغذائي غير الصحي
-
الدهون المشبعة والمتحولة (اللحوم المصنعة، المقليات).
-
السكريات والنشويات المكررة.
-
-
قلة النشاط البدني
-
تؤثر سلبا على مستويات HDL والدهون الثلاثية.
-
-
العوامل الوراثية
-
مثل فرط كوليسترول الدم العائلي (Familial Hypercholesterolemia).
-
-
الأمراض المزمنة
-
السكري، أمراض الكلى، اضطرابات الغدة الدرقية.
-
العلاجات التقليدية للكوليسترول
أشهرها: الستاتينات، التي تقلل إنتاج الكوليسترول في الكبد. رغم فعاليتها، يعاني بعض المرضى من:
-
آلام العضلات
-
اضطرابات الكبد
-
مشكلات في الجهاز الهضمي
لهذا السبب، ظهرت بدائل حديثة وأكثر تخصيصا.
أحدث علاجات الكوليسترول في 2025
1. مثبّطات PCSK9 (الجيل الثالث)
Lerodalcibep – طفرة في خفض LDL
أدوية أخرى معتمدة:
-
Alirocumab (Praluent)
-
Evolocumab (Repatha)
2. علاج RNA طويل الأمد: Inclisiran (Leqvio)
3. العلاج الجيني وتحرير الجينات
4. أدوية خفض Lp(a): عامل خطر جديد
5. المكملات الغذائية المدعومة علميا
-
النياسين (فيتامين B3): يرفع HDL.
-
ألياف قابلة للذوبان: مثل الشوفان (بيتا جلوكان).
-
أوميغا 3: يقلل الدهون الثلاثية.
-
الستيرولات النباتية: تقلل امتصاص الكوليسترول.
6. التغيير السلوكي والتقنيات الذكية
-
تطبيقات لتتبع النظام الغذائي والرياضة.
-
أجهزة قياس الكوليسترول المنزلية.
-
تذكيرات ذكية بمواعيد الأدوية والتحاليل.
كيف يختار الطبيب العلاج المناسب؟
يعتمد القرار على عدة عوامل:
-
التاريخ الطبي للمريض
-
مستويات LDL الحالية
-
وجود أمراض مزمنة (سكري، ضغط، أمراض قلب)
-
استجابة الجسم للعلاجات السابقة- الطبيب هو الشخص الوحيد القادر على اتخاذ القرار المناسب بعد الفحوصات.
نمط الحياة: ركيزة أساسية للعلاج
حتى مع الأدوية المتقدمة، يظل نمط الحياة هو حجر الأساس في الوقاية والعلاج:
إقرأ أيضا: أهمية تناول الأطعمة الطبيعية في الحفاظ على الصحة العامة
تحديات العلاجات الحديثة
-
تكاليف مرتفعة في بعض الدول
-
توفر محدود لبعض الأدوية
-
الآثار الجانبية غير المعروفة للعلاجات الجينية
-
الحاجة لموافقة تنظيمية كاملة
مستقبل العلاج بعد 2025
من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة:
-
اعتماد أول علاج جيني دائم للكوليسترول
-
توفّر أدوات تحرير الجينات في العيادات
-
دمج الذكاء الاصطناعي في تتبّع وتحليل بيانات المرضى لتخصيص العلاج
خاتمة وتوصيات
شهد علاج الكوليسترول خلال السنوات الأخيرة قفزة هائلة نحو علاجات أكثر تخصيصا وأمانا. ومع دخول عام 2025 باتت لدينا خيارات علاجية يمكن أن تغيّر مستقبل أمراض القلب بشكل جذري.
لكن يبقى الاكتشاف المبكر والالتزام بنمط حياة صحي هو خط الدفاع الأول.
- نصيحة مهمة: لا تجرّب أي دواء أو مكمل دون استشارة طبيبك، خصوصا إن كنت تعاني من أمراض مزمنة أو تأخذ أدوية أخرى.

